مع تصاعد الخسائر.. نتنياهو يبحث إمكانية إنهاء الحرب في لبنان

تم النشر بتاريخ 30 أكتوبر, 2024

تل أبيب: يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت لاحق من مساء الثلاثاء، اجتماعا مع قادة الأجهزة الأمنية؛ لبحث إمكانية إنهاء الحرب في لبنان، والتوصل إلى تسوية سياسية، وفق إعلام عبري.
يأتي ذلك في ظل الخسائر المتصاعدة بشكل لافت خلال الأيام الأخيرة في صفوف قوات الجيش الإسرائيلي على جبهة لبنان.
وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية الخاصة: “يعقد نتنياهو عند الساعة الثامنة من مساء اليوم (18:00 ت.غ)، جلسة مشاورات مع كبار مسؤولي الأجهزة الأمنية حول الجبهة اللبنانية؛ لبحث المهام القادمة، وإمكانية إنهاء الحرب هناك، والتوصل إلى تسوية سياسية”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه قوله إن “الجدول الزمني لنهاية الحرب في لبنان قريب ويدور حول بضعة أسابيع”.
لكنه أضاف مشددا: “لن نسحب القوات حتى نصل إلى تسوية تلبي الاحتياجات الأمنية لدولة إسرائيل”.
وتابع: “يتعين على الأمريكيين تقديم الدعم الكامل لقدرة إسرائيل على العمل بحرية في لبنان في اليوم التالي (للحرب)”.
من جانبها، قالت القناة الـ”12″ الإسرائيلية الخاصة، إن الجلسة التي سيعقدها نتنياهو “تأتي على خلفية تقديرات المؤسسة الأمنية بأن إسرائيل تقترب ميدانيا من تحقيق الأهداف على الجبهة الشمالية”.
وأضافت: “يعتقد المسؤولون في المؤسسة الأمنية أن الوقت قد حان لبلورة إنجازات الجيش الإسرائيلي في تسوية سياسية من شأنها أن تعيد سكان الشمال إلى منازلهم”، وفق تعبيرها.
ولفتت القناة إلى أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون دريمر يقود اتصالات مع الإدارة الأمريكية للتوصل إلى تسوية سياسية في لبنان، والهدف تنفيذ ما قالت إنه “اتفاق” توصل إليه المبعوث الأمريكي إلى لبنان عاموس هوكستين خلال زيارة إلى بيروت، قبل أيام، والذي يستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701.
وتحدثت القناة عن أن هذا الاتفاق ينطلق من نسخة معدلة للقرار “1701”، التي تنص “على نشر كبير لقوة متعددة الجنسيات في المنطقة تمنع حزب الله من الوصول إلى الحدود”.
ويدعو قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر في 11 أغسطس/ آب 2006 إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني وقوات “اليونيفيل”.
وتابعت القناة الـ”12″: “الهدف أيضا هو إنشاء آلية تسمح لإسرائيل بالتحرك إذا كان هناك تعزيز متجدد لقوة حزب الله في المنطقة”.
ولم يصدر موقف رسمي لبنان إزاء ما تحدثت عنه القناة والوزير دريمر، حتى الساعة 17:50 ت.غ.
وفي تطور متصل، نقلت “يسرائيل هيوم” عن رئيس مديرية الشمال بالجيش الإسرائيلي إليعازر تشيني ماروم قوله: “سنبدأ العمل على إعادة السكان إلى منازلهم اعتبارا من الشهر المقبل”، دون أن يوضح كيف سيتم ذلك في ظل تصاعد هجمات “حزب الله” على الشمال.
ويأتي الحديث الإسرائيلي عن استعداد لوقف الحرب على لبنان، بالتزامن مع تصاعد خسائر تل أبيب العسكرية على هذه الجبهة خلال الأسابيع الأخيرة.
ففي وقت سابق اليوم، كشفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان، أن شعبة إعادة التأهيل التابعة لها استقبلت منذ بداية العملية البرية في لبنان أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي نحو 900 مصاب من الضباط والجنود الإسرائيليين.
ويتزامن ذلك مع مواصلة قادة “حزب الله” توعدهم بإجبار مزيد من المستوطنين على النزوح من شمال إسرائيل حال تواصل عدوان إسرائيل على لبنان.
وحسب وسائل إعلام عبرية، جرى إجلاء نحو 120 ألف إسرائيلي من الشمال والجنوب منذ بداية الحرب على غزة إلى فنادق في أنحاء مختلفة بإسرائيل.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها “حزب الله”، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
ويوميا يرد “حزب الله” بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.

(الأناضول)

Left Menu Icon
الرئيسية