مخاطر إنهيار العملة على كرامة الناس ومعيشتهم

تم النشر بتاريخ 15 أكتوبر, 2024

فيصل الحذيفي

في لبنان خلال عشرين عاما استقر سعر الدولار بحدود 1500 ليرة

وكان متوسط راتب الموظف بحدود مليون ليرة ..بما يقارب 600 دولار ..
هبوط سعر الليرة مقابل الدولار إلى 90 ألف ليرة للدولار الواحد .. فأصبح متوسط الراتب لكبار الموظفين 11 دولار ..

على الجميع في اليمن الإدراك المبكر لمخاطر إنهيار الريال ..الذي وصل الآن إلى عتبة 2000 ريال للدولار ..

وليس مستبعدا أن ينخفض سعر الريال الى 4000 ريال للدولار ثم إلى 10000 ريال للدولار ..

وبسبب عدم تحريك الحكومة لسقف الرواتب بالزيادة توازيا مع هذا الانخفاض السعري للعملة اليمنية فسيصل متوسط الراتب لعموم الموظفين إلى 10 دولار
وراتب الأستاذ الجامعي ستنخفض قيمته إلى مستوى 40 دولار ..

بدون تحرك جاد من المواطنين لإيقاف تدهور سعر العملة وارتفاع أسعار السلع ..

وبدون الزام الحكومة عبر الاحتجاج الشعبي والضغط الجماهيري عليها لتحريك الرواتب كمرحلة أولى بزيادة 50 % ..ثم زيادة الرواتب لاحقا بنسبة 50 %
فإن الراتب سيصبح أشبه بالمائة الريال الذي يرفض بعض الشحاتين استلامها لتدني قيمتها ..

لا تظنوا أن هذا التحليل مبالغ فيه ..

فالشعب اللبناني كان يعتبر إنخفاض سعر الليرة الى 90 ألف ليرة مقابل الدولار أمر مبالغ فيه بل مستحيل جدا .. بل كان يسخر من هذه التحذيرات ..

السلطات اليمنية مؤمنة نفسها برواتب بالعملات الصعبة (دولار ..سعودي .. وأعمال تجارية) وبالتالي فإن شاغلي السلطات العليا صاحبة القرار لا حس لهم بهذا الإنهيار لقيمة الراتب ولا احساس لهم بارتفاع أسعار السلع واتساع رقعة البطالة والمجاعة ..

فلو كان الراتب لعموم الموظفين يصرف بالدولار فلن يكون الأثر السلبي ملحوظا ..

الصمت هو بوابة الجحيم بالنسبة للمعيشة المتدهورة ..

المطلوب اليوم بشكل عاجل من جميع النقابات باعتبارها جماعات ضغط التحرك واعلان الإضراب والعصيان المدني حتى تلتزم الحكومة برفع الرواتب 100% بشكل عاجل وايقاف تدهور سعر العملة
ولديها ألف حل وحل ..

من هذه الحلول :
١.. البدء بتصدير النفط
٢..البحث عن دعم عاجل من دول التحالف ودول العالم
٣.. ضبط الأوعية الإيرادية وحصرها وإيداعها الخزينة العامة بفتح حسابات لكل وعاء (جمارك ..ضرائب ..
رسوم خدمات ..غرامات ومخالفات )
٤.. تشجيع الاستثمار .. وتوسيع الرقعة الزراعية ومنع استيراد كلما يمكن انتاجه محليا ..
٥.. صرف جميع الرواتب في الداخل والخارج بالريال اليمني باستثناء البعثات الدبلوماسية

تعبنا من الكلام والنفخ في قربة ميتة ..
فخطورة الحياة أن يصل الإنسان إلى مرحلة الموات فلا يقوى على الدفاع عن نفسه وحقوقه ..

Left Menu Icon
الرئيسية