فخامة الرئيس بمناسبة ذكرى أكتوبر: سنواحه كافة التحديات الداخلية والخارجية وسنجد حلولا لمعاناة الشعب

تم النشر بتاريخ 13 أكتوبر, 2024

قال فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي في خطابه بمناسبة ذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة، أن مجلس القيادة عازم على إيجاد حلول لكافة المشاكل المعيشية والحياتية التي تواجه المواطنين في المناطق المحررة، كما أكد على توجه المجلس في مواجهة كافة التحديات الداخلية والخارجية…

إلى نص الخطاب..

يا ابناء اليمن الاحرار في كل مكان،،
احييكم باسمي واخواني أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة بتحية العزة والكرامة مجددا في هذا اليوم المجيد.. يوم الرابع عشر من أكتوبر الذي وضع فيه الشهيد راجح لبوزة ورفاقه الابطال بلدنا على طريق المجد، ودرب الاستقلال انطلاقا من جبال ردفان الشماء، بعد ان خاضوا ملاحم بطولية في شمال الوطن انتصارا لثورة السادس والعشرين من سبتمبر.
في هذه الذكرى العظيمة، نقف لنستلهم من عدن العاصمة، و المدينة الحرة، نبضنا الدائم وملتقانا الأزلي، وهي التي كانت ولا تزال قلب الحركة الوطنية، ووحدتها، ومعقل التنوير، والتعايش والسلام.
كما لا يمكن لنا أن نحتفي بهذا اليوم الاكتوبري الخالد، دون الإشارة إلى تلك الوحدة الوطنية التي تجسدت في عدن والداخل الجنوبي من حوف إلى باب المندب، مفشلة بذلك أي صيغة أخرى لا تمت لحلم الدولة، والمواطنة المتساوية.
ان الدولة التي حلم بها أبطال أكتوبر، وسبتمبر، هي ذاتها الدولة التي تناضلون من أجلها اليوم.. الدولة التي لا تميز بين أبنائها على أساس المذهب، أو العرق، أو المنطقة.. الدولة الضامنة للحقوق والحريات، ومشاركة المرأة، والشباب في صنع مستقبل آمن للجميع.
لذلك عليكم أن تؤمنوا أيها الشعب العظيم، بأن المستقبل لكم، وأن اليمن سيتجاوز كل العقبات إذا توحدت قلوبنا، وجهودنا. وسوف نفعل ذلك معا بكل ثقة، وإخلاص.
و كما هو الارث الجميل الذي تعلمناه من مبادىء سبتمبر، واكتوبر، فإن البدء دائما بعهد الوفاء لتضحيات الشهداء، والشكر والعرفان لقواتنا المسلحة والامن، وكافة التشكيلات العسكرية، والمقاومة الشعبية، و الى اشقائنا الشجعان في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة.

•ايتها المواطنات،،
أيها المواطنون،،
رغم التحديات والأوضاع الصعبة التي صنعها انقلاب المليشيات الحوثية، الا ان روح، سبتمبر، و أكتوبر، ونوفمبر ماتزال ولادة مع كل فجر.
واليوم، وفي ظل هذه التحديات المتشابكة، نجد أنفسنا أمام مسؤولية تاريخية تستدعي توحيد الصف الجمهوري، والوقوف بحزم ضد المشاريع الاستعمارية الجديدة الذي يسعى عبرها النظام الايراني الى مصادرة إرادة شعبنا، وتمزيق هويته، ونسيجه الاجتماعي.
لقد علمتنا ثورة أكتوبر، والصمود الأسطوري على مدى السنوات الماضية، أن الإرادة الصلبة قادرة على تحقيق المستحيل، وأن الإمكانيات المحدودة لا تعني ضعفا اذا ما اقترنت بالعزيمة، والايمان الراسخ بعدالة القضية.
و بناء على ذلك، فان الاحتفاء بذكرى أكتوبر، ونوفمبر، لم يعد مجرد تقليد عابر، بل ضرورة نضالية لمعالجة آثار الماضي، والاعتراف باشكاليات الحاضر، وتأكيد ان مشروعنا السياسي القائم على الجمهورية والديمقراطية، والاستقلال مايزال مفعما بكثير من الإنجازات، والتحولات.

ايتها المواطنات ايها المواطنون الاحرار،،
تحفل ذكرى اكتوبر بمخزون قيمي ونضالي زاخر، وهي تحظى بمكانة خاصة في ذاكرتنا الوطنية، لذا فلا يوجد انسب من هذا اليوم المجيد كي نجدد فيه دعوتنا الى كافة القوى والمكونات السياسية، و الاجتماعية لتعزيز اصطفافها الوطني في مهمة العبور من هذا المنعطف الذي يزداد تعقيدا مع ما تشهده المنطقة من تطورات متلاحقة.
ان قيم أكتوبر، وسبتمبر، والاستحقاقات الوطنية الراهنة، تحتم علينا العمل بصورة تكاملية لانجاز اهدافنا الاساسية، وردع مشاريع العدوان، و التفتيت التي يقودها النظام الايراني.
لقد تمثلت عبقرية اكتوبر في انها نجحت بانجاز مشروع الاستقلال، كما انها مضت بشكل فريد في تحقيق متطلبات بناء الدولة، وهو ما يجب ان نستلهمه من تلك العبقرية للانخراط في مسار سياسي تكاملي يهدف الى اعادة بناء المؤسسات، وتقويتها في المحافظات المحررة، بالتوازي مع العمل على تحقيق الهدف الاسمى الذي يجب ان يوحدنا جميعا لانهاء الانقلاب الحوثي، و حالة العبث التي تعيشها أجزاء من وطننا الحبيب منذ الحادي والعشرين من سبتمبر 2014، حيث يمعن نظام ولاية الفقيه في تدمير ما تبقى من مصادر العيش، والكرامة الإنسانية.

يا أبناء شعبنا العظيم في الداخل والخارج،،
لقد عانى اليمن مافيه الكفاية منذ انقلاب المليشيات الحوثية على الحكومة الشرعية في ذلك اليوم الاسود، وهاهي بحماقاتها تستدعي العدو الاسرائيلي لضرب مقدرات الوطن وبناه التحتية والاقتصادية، متناسية ان هجماتها في البحر الأحمر، والمياه المحيطة لم تغير شيئا في المعادلة، ولم تمنع تدميرغزة المنكوبة، او تحدث فارقا حقيقيا على ارض المعركة، بل فاقمت من المعاناة، واضرت بمصالح شعوب المنطقة.
ان التحديات المحلية والخارجية التي تواجه الدولة اليمنية لن تنتهي ابدا بوجود هذه المليشيات المارقة، وانما قد تأخذ شكلا جديدا اكثر خطورة، مع تشعب دائرة المواجهة وتفاقم الازمة الإنسانية في البلاد.
لذلك فقد اكدنا منذ وقت مبكر أننا سنتعامل مع هذه المليشيات، وداعميها باعتبارهم “تحديًا وجوديا” للشعب اليمني، وهويته، وعلاقاته مع المجتمع الإقليمي والدولي.
كما لن يدفعنا فداحة الدور الايراني الى التغافل عن سلوك اسرائيل المتطرف في عموم المنطقة، وادانة عدوانها المتكرر على اليمن ومقدرات شعبه، وسيادته الوطنية.

ايتها المواطنات ايها المواطنون،،
نعلم جيدا ان التفوق يعتمد على قدراتنا الاقتصادية والتمويلية، حيث الملايين من شعبنا يكافحون من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية، بينما تواصل العملة الوطنية تقلبات سعرية مؤثرة بشدة على الحياة المعيشية، لذلك كان هذا الملف، وسيظل أولوية قصوى لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة.
ورغم التباطؤ، او التأخر احيانا، الا ان الدولة ماضية في الوفاء بالتزاماتها الحتمية، وفي المقدمة استمرار صرف المرتبات، وتأمين فاتورة الوقود، والواردات السلعية، والخدمات الأساسية خصوصا في مجالات الكهرباء، والمياه، و التعليم، والرعاية الصحية.
اننا نعمل بفضل صبركم، واستشعاركم بالمسؤولية ودعم الاشقاء والأصدقاء، وفق استراتيجية هادئة، من اجل تحويل الازمات المتلاحقة الى فرص..تحويل ازمة الصادرات النفطية الى فرصة لتنمية الإيرادات الذاتية، وتحويل الإحباط من التراجع عن قرارات البنك المركزي الى سمعة دولية افضل، وحراك دبلوماسي، وانمائي أوسع سترون ثماره تباعا في العاصمة المؤقتة، والمحافظات المحررة.
وقد حققت هذه الاستراتيجية نجاحا جيدا على صعيد بناء التحالفات، وتعزيز ثقة المجتمع الدولي بالحكومة الشرعية، وزعزعة سرديات المليشيات ورواياتها المضللة، و مع ذلك يجب ان نكون مستعدين لاي محاولة محتملة للهروب نحو التصعيد العبثي.
و عندما يتعلق الامر بالاشكاليات الداخلية، فقد فوضنا السلطات والمجتمعات المحلية بدور اكبر لتقدير الموقف، وتحديد الآليات المناسبة للتعاطي المسؤول معها وفقا للدستور، والمرجعيات والقوانين النافذة.
ولهذا السبب عملنا على منح هيئة التشاور، ولجان المصالحة دورا محوريا في تعزيز وحدة الصف، ومقاربة الازمات الطارئة، وجعل التباينات، والتمايز في الأولويات تحت السيطرة، ومدخلا مهما لتعلم المزيد من الدروس، وإنتاج الحلول، والسياسات البناءة.

ايتها المواطنات ايها المواطنون،،
لقد اكدنا للعالم بكل الوسائل ومن مختلف المنابر موقفكم الثابت من حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وفقا لقرارات الشرعية الدولية، والمبادرة العربية للسلام، كما اكدنا موقف الجمهورية اليمنية الداعم للدولة اللبنانية، وسيادتها وحقها الحصري في احتكار السلاح، وقراري السلم والحرب، والتشديد على ان وقف العدوان الإسرائيلي، وانتهاكاته الوحشية، هو مفتاح السلام المنشود، ومدخل لرفع الغطاء عن ذرائع ايران، ووكلائها لتأزيم الأوضاع، ومحاولاتها المستميتة لمصادرة الارادات الوطنية لشعوب المنطقة.
واننا نأمل ان تجد المليشيات الحوثية في هذه المتغيرات فرصة لمراجعة النفس، وادراك ان مصادرة قراري الحرب والسلم، والارتهان الى الخارج لا يجلب سوى الخراب والدمار، وان تغليب مصالح الشعب اليمني، وسلامة اراضيه هو السبيل الامثل لنصرة القضية الفلسطينية، وعبور بلدنا الى بر الامان.

المجد والخلود للشهداء
الشفاء للجرحى
الحرية للمعتقليين والمخفيين
النصر للوطن ونظامه الجمهوري

أكتوبر مجيد ومتجدد وكل عام وانتم بألف خير،،

Left Menu Icon
الرئيسية