تم النشر بتاريخ 7 أكتوبر, 2024
بقلم : نبيل النقيب.
ستستيقظ صباح الغد على الذكرى السنوية الأولى لطوفان الاقصى .. في صباحك المشرق وان كان وقتها ربما يكون دمويا وحارقا وعنيفا .. لكن مخيلتك لن ترى غير المشهد العملاق في مثل هذا اليوم حيث رأيت بأم عينك اكبر انهيار لعناصر القوة الجبارة الداعمة لدولة الكيان الصهيونية ..
عندما تستيقظ في صباح الغد .. خذ نفسا عميقا ..وتهندم والبس اجمل مالديك من حلة ولا تنسى ان تضع الكوفيه الفلسطينية .. فأنت امام يوم مجيد .. امجد ايامنا المعاصر .. وتذكر دروس التاريخية :
١- النظام العربي الرسمي منذ اللحظة الاولى لتأسيس الكيان الغاصب لم يقدم لنا غير صورة بائسة للعجز وتفوق الصهيونية حتى وهي عصابات مسلحة قبل ان تتحول الى دولة وجيشها الذي جرع الانظمة العربية الرسمية مرارات الهزائم ليعلن نفسه كأقوى جيش في المنطقة .. وصار ( الجيش الذي لا يقهر )
٢- ان النصر الجزئي الذي تفخر به الامه فيما يعرف بحرب ٦ اكتوبر قد تحقق بفضل رغبة حاكم عربي لاثبات حضوره بعيدا عن الشعارات الفارغة .. وفي هذه اللحظة اعطي المجال للتربية الروحية الجهادية ان تتغلغل في اوساط الجنود لتفعل فعلها في دفع ارواحهم للصبر والمجاهدة والتضحية ( راجع شهادات سعد الشاذلي ) .
٣-بعد تحويل النصر الجزئي في ٦ اكتوبر الى مقدمة لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني .. وتصوير الحال ان اسرائيل غير قابلة للهزيمة .. ثم تدافع الانظمة العربية لتطبيع علاقتها مع اسرائيل فعلا .. ولم يتبقى غير الاعلان الصريح لبعض الدول ليكون ذلك مبررا لجميع الدول العربية والاسلامية، كذلك لكسر حائط الحياء الهش واعتبار العلاقات مع اسرائيل عين الواقعية السياسية والتعامل المنطقي مع الامر الواقع .. ليكون ذلك فصل الختام في القضية !!
٤- في صباح ٧ أكتوبر المجيد ٢٠٢٣م وبدون مقدمات منطقية انفجر الطوفان في وجه كل عناصر قوة الكيان ليحولها الى سراب وخراب !!
٥- بعد اليوم المجيد الذي فجرت بركاته كتائب عز الدين القسام ثم ومن اليوم الثاني تداعت فصائل المقاومة الفلسطينية في صناعة مشهدية الصمود والتصدي لوحشية الانتقام الصهيوني والتي ادخلت الجيش الصهيوني في اطول حرب في تاريخية تكاد ان تكون حرب استنزاف يصعب على العنجهية الصهيونية ان تقبل بنتائجها المنجزة والتي تمثل سقوط كل ادعاءات الردع الصهيوني مما يجعلها قوة هشة يمكن ان تهزم إذا واجهت حربا حقيقية ..
لقد استطاعت معركة الصمود ما بعد الطوفات ان تحدث شروغا عملاقة في المشهد المحلي والاقليمي والعالمي ، فعلى المستوى المحلي الفلسطيني هناك التفاف حول المقاومة مما زاد من قدرتها على الصمود مقابل مشهد داخلي صهيوني هش متخبط، وعلى المستوى الاقليمي نجحت المقاومة الفلسطينية في اقحام ما يسمى ( محور المقاومة ) في معركة الطوفان .. بدلا من استمرائة المعارك الاقليمية مع الدول العربية .. وهو متقبل الانجرار لهذه المعركة لاثبات مبدئية ادعاءاتها للدفاع عن فلسطين والاقصى في مقابل صمت منافسية الاقليميين وربما تواطاءهم مع العدو ..
كما خلخلة الوضع العالمي حتى وصلنا الى لحظات الخصومة بين الانظمة الاستعمارية التاريخية وشعوبها .. و اصبحت غزة عنوان لرسم ملامح المستقبل السياسي والقانوني العالمي ..
هذه عناوين الدرس الرئيسية .. فاحفظها جيدا ..
ولكن اذكر .. وانتبه جيدا .. ان ما يحدث صناعة ابطال تربوا على روح تبثه قوة عجيبة .. تسأل عنها منذ مراحل الاعداد الاولى عن ( مادة اعداد هؤلاء الابطال ) واجاب عنها في وقت مبكر الشهيد البطل د. عبد العزيز الرنتيسي عندما قال : ( القرآن الكريم هو مادة الاعداد والتأسيس الاولى لمجاهدينا ) وهذا يعطيك الحقيقة الجبارة التي لا علاقة لها بمقاييس البشر .. هي ذات المادة التي جعلت العربي البدوي يقف بين يدي كسرى امبراطور الفرس ويقول له : (ابتعثنا الله لنخرج العباد من عباد العباد الى عبادة الله الواحد القاهر ومن جور الاديان الى عدال الاسلام ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والاخرة ) هذا الاعرابي الذي جل همه حماه ومراعية يتكلم بعد التأسيس القراني عن معاني جديدة .. عن الحرية .. عن العدالة .. عن التنمية والرفاه والرخاء .. هذا التأسيس الواقعي الخيالي في ذات الوقت شهدناه تاريخا وتراثا .. ونشهده اليوم طوفانا وصمود ..
ليس هناك علاقة بالتحليل السياسي او المنطق الفلسفي بنتائج ( الكتاب ) لان ما ينتج عنه هو من عند : ( انما امره اذا اراد شيئا .. ان يقول له كن فيكون ..)
فاحفظ الدرس .. واقراء الكتاب .. فافاق العالم امام عينينك ..
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع