تغيير توازن القوى هل سيمنح بيروت استعادة دولتها وصنعاء استعادة جمهوريتها؟

تم النشر بتاريخ 6 أكتوبر, 2024

وداد الدوح

يبدو أن تغيير توازن القوى في المنطقة قادم لا محالة، فالتصعيد الحالي بين إسرائيل وإيران لم يصل إلى هذه المرحلة، بل لم يرد له الوصول إلى هذه المرحلة، فدائماً ما كانت إيران تعتمد في كل صراعاتها على استخدام وكلائها في المنطقة، وهم ما يعرفون بـ(محور المقاومة)، كحركتي الجهاد وحماس في غزة وحزب الله في لبنان وهو أخطرها، و مليشيات مسلحة عدة في كل من العراق وسوريا وافغانستان وباكستان، ولا ننسى الحوثيين في اليمن.

إلا أن إسرائيل هذه المرة  يبدو أنها عازمة على إخراج الحية من مخبأها بعد أن حققت نجاحات تكتيكية في إدارة الصراع، فالمتابع للمشهد يعلم أن إيران خلال الفترة الماضية لم ترغب في المواجهة المباشرة في أي صراع لها في المنطقة، إلا في حدود ضيقة، ودائماً ما كانت تعتمد على أن تكون هذه المواجهة عبر وكلائها، وذلك من أجل خلق نوع من توازن القوة في المنطقة، وهو التوازن الذي تستطيع من خلاله إيران أن تفرض مطالبها الإقليمية.

أما اليوم فقد تبعثرت أوراق إيران بعد اغتيال حسن نصر الله، والعجز الذي اصاب حزب الله، ولم يعد هناك خيار أمام إيران لتحفظ به ماء وجهها إلا بالمواجهة المباشرة مع إسرائيل، وهذا الدور ما كانت لتلعبه إيران لولا أنها قد أدركت أن حزب الله قد أوشك على الانتهاء إن لم يكن قد انتهى فعلياً، وأنه لم يعد يستطيع أن يقوم بهذا الدور نيابة عنها.

مواجهة إيران المباشرة مع إسرائيل تأكد لنا أيضاً أن نهاية الحوثي قد باتت قريبة، وأن إيران لا تعول على الحوثي في تغيير معادلة الصراع مثلما كانت تعول على حزب الله، الذي فقد نصف قادته بالإضافة إلى تدمير ثمانين في المائة من مخزون الأسلحة الأساسي لديه، وهو ما سيمنح لبنان فرصة لن تتكرر في استعادة دولته المخطوفة من حزب الله.

فماذا عن الحوثي والذي بات سقوطه ليس ببعيد، هل ستتمكن صنعاء أيضاً من استعادة جمهوريتها المخطوفة منه؟

-مقال خاص بمركز مسارات للاستراتيجيا والاعلام

Left Menu Icon
الرئيسية