تم النشر بتاريخ 22 سبتمبر, 2024
بقلم: نجيب الكمالي
النكبة المشؤومة التي شهدتها البلاد في 2014م لم ترَ اليمن انتكاسة وتراجعا في تاريخها منذ أكثر من نصف قرن من الزمن، حيث أسقطت الدولة، ونهبت المؤسسات المدنية والعسكرية العامة والخاصة. الهيمنة على المؤسسات الدينية سطروا على كل شئ وصادروا خيارات الناس وقتلوا تنوع المجتمع وبذلك أشعلوا في طول البلاد وعرضها تيران الكراهية والأحقاد حيث تمتل ال 21 من سبتمبر النكبة الأشد فتكا والاسوا أثرا والاكثر تدميرا على حياة كل اليمنيين. بعد أن سقطوا البلاد في هاوية الفقر والمعاناة والمتاجرة بقوات الناس.
كارثة ودمار شامل طال الأرض و الإنسان باليمن بعد نكبة 21 والذي بسببها سُفكت الدماء واستُبيحت الأعراض ونُهبت الممتلكات، قُتل الآلاف واختطف عشرات الآلاف واستُحدثت مئات السجون خرج منها مئات المختطفين جنائز ليس هذا فحسب بل طالت الانتهاكات كل قطاعات الحياة وفئات المجتمع، عُسكرت الطفولة وسُجنت المرأة و زُرعت الألغام وقُطعت مرتبات مئات آلاف الموظفين وغُيرت المناهج الدراسية وسُرح آلاف الموظفين من وظائفهم، بل استهدفت هوية اليمن وجمهوريته ونالت من ثورثه المجيدة بغية استعادة حكم الائمة بنسختها الجديدة من خلال جعل صنعا حرمت فيه الناس خلال عشر سنوات من الحياة الكريمة والمساواة والعدالة والعيش الكريم ،حولت فيه حياة الناس إلى جحيم ولاسيما بعد استيلائها بقوة السلاح على مؤسسات الدولة، وتعيين مشرفين في جميع قطاعات الدولة والتضييق على الموظفين وتسريحهم وفصلهم وتأخير صرف مرتباتهم قبل قطعها بشكل نهائي،.
والأخطر ما حل بالموظفين اليمنيين بعد نكبة 2014م استخدامهم سياسية الاستبداد إجبار الموظفين على الدوام بدون مرتبات جريمة إنسانية بشعة لم تحدث في تاريخ الدول قاطبة،”إن القصص المأساوية التي خلفها الانقلاب بعد إحكام سيطرته على العاصمة في نكبة سبتمبر 2014م كثيرة ومتنوعة وأساليب كيديه كان استهداف العملية التعليمية من أوائل الملفات التي عملت عليها الجماعة راسمة الخطط لحوثنة التعليم حيث تم تعيين شقيق زعيم الجماعة كوزير للتربية والتعليم لما لها من أهمية في سلم اهتماماتها استشعارا منهم أن سياسة التجهيل هي الوسيلة الأقوى التي تمكنهم من استعادة حكم الائمة بنسختها الجديدة من خلال استهداف ممنهج للتعليم بدأً بقطع الرواتب وتحويل المؤسسات التعليمية إلى ثكنات عسكرية وتغيير المناهج وإنشاء قطاع التعليم الموازي الذي يشبه الحوزات الشيعية وتجريف الهوية وتفخيخ عقول الجيل وحرمان الطفولة من حقها المشروع في التعلم.
حقيقه ما لحق بالعملية التعليمية من الضرر مالم يلحق بأي مؤسسة أخرى من مؤسسات الدولة اليمنية بعد نكبة الـ21 من سبتمبر 2014م وأبرز هذه الأضرار تسريح 250 ألف معلم وتربوي في مناطق سيطرة المليشيات منذ العام 2016م وقطع مرتبات هؤلاء المعلمين جريمة نكراء لأن وراء كل معلم وتربوي أسر وأبناء والتزامات معيشية ضرورية ومن حقه استلام رواتبهم .الأضرار كبيرة أصابت المؤسسات التعليمية حيث استحدثت مدارس تعليم خاص وموازي يدرس فيها منهجه الجارودي الطائفي، أما ما لحق بالمناهج التعليمية من تغيير لتجريف هوية الأجيال تعتبر كارثة بكل المقاييس لما لها من أثر مستقبلي بتفخيخ عقول الأجيال وجعلهم قنابل موقوتة سيعاني منها المجتمع في المستقبل القريب حقيقه أن مايحدث للعملية التعليمية من استهداف أصبحت استراتجية لدى ميليشا الحوثي يتم فيه القضاء على التعليم الرسمي الصحيح وتبديله بتعليم موازي يخدم فكرها الهدام.
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع