الاصلاح (٣٤) .. ومتطلبات النضج ..

تم النشر بتاريخ 15 سبتمبر, 2024

يسير التجمع اليمني للاصلاح في خطه العمري نحو العقد الرابع منذ نشأته كواحد من احزاب الخارطة السياسية العلنية قي ظل التعددية السياسية الدستورية التي ترافقت مع اعلان الوحدة اليمنية ..
مما لاشك فيه .. ان ميلاد تنظيم سياسي علني يخرج من ظلمات العمل السري بكل محظوراته و محذوراته .. سيلقي بظلاله على مسيرة الحزب ومبادراته وأفكاره .. وبشكل اكثر ( صعوبة ) و ( خطورة ) على ادارته بكل ما تنطوي عليه معاني ( الادارة ) ..
ولكن وصول الحزب او قربه من عمر ( النضج الكامل ) كمالا بشريا يتحقق بعمق التجربة وطول المسيرة وتراكم الخبرات الممتدة في كافة المجالات ( تنظيمية .. سياسية .. ثقافية .. اقتصادية .. اجتماعية .. الخ) ستحتاج في مناسبة مثل – ما نشهده الان ( بلوغ العمر ٣٤ عاما ) – ان نقدم اشارات واضحة على معالم النضج ومؤشرات تطوير التجربة و تجذير قواعدها ..
اننا في الحقيقة لا نريد ان تكون هذه المناسبة .. مناسبة مجاملاتية .. نقدم فيها التبريكات للقيادة السياسية و للقواعد الصامدة .. ونذكر بمحطات النضال والتضحيات الجبارة .. .. والخ ، فهذا تستطيع كل الاحزاب السياسية ان تقوله لنفسها وعن نفسها ولن يعدم الاصلاح اسباب لامتداح و تمجيد مسيرته فلديه الكثير الذي يقنع به الآخرين بسمو ومجد ما يقدمه او ما قدمه ..
لكن ما نحتاجه هو ان نسمع عنه قراءه نقدية وتحليلية للمسيرة تنبع من نضج التفكير مع هذا العمر المديد والذي يستطيع ان يحدد من الاعمال ما كان فعلا صبيانيا او اقل نضجا او ماكان مسلكا راقيا اخلاقيا او مسارا اداريا ترنح بين الإخفاق او التسديد .. وكل هذا يمثل حالا طبيعيا في جهود ( الناس ) فردية كانت او جماعية … انني اقف بأنذهال عندم لا اجد حالة نقدية واحده يقدمها الاصلاح عن نفسه .. ونقد الذات .. مؤشر التصحيح …!!
إن هناك مؤسسات عملاقة بعضها اكبر من دول وليس تنظيما سياسيا .. تضع لنفسها هيئات عليا من خبراء داخليين يمتازون بالحياد والحرية والاستقلالية يمثلون خط الدفاع الاول عن هذه المؤسسات من خلال ما يقدمون من ملاحظات نقدية نابعة من رصد دقيق لمسيرة عملها مما يجعلها تسارع لإنقاذ ذاتها من عوامل الانهيار وتجدد قوتها وحضورها وتفعل مواردها البشرية والمادية في سبيل تحقيق اهدافها .. ومن هنا تبرز القيادات الفاعلة والتنظيرات الفكرية الناضجة والخطط المرسومة بدقة تقدير الذات وقراءة الواقع .. ولا ادري و في هذه المناسبة هل نعلن ان نضجنا قد اوصلنا لمسار جديد يعبر عن مرحلة قادمة ربما تختلف عن كل ما مضى ؟؟ ..
ربما يسهل ان أسرد الامجاد ، لكنني فضلت بالمناسبة ان اردد الآمال ، وكل عام وانتم متقدمين إنشاء الله ..

نبيل النقيب

Left Menu Icon
الرئيسية