مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع
تم النشر بتاريخ 30 أغسطس, 2024
فؤاد البالي
تابع أغلب رواد التواصل الاجتماعي والإعلامي قرار الرئيس الزبيدي بتكليف المحرمي بالإشراف وهيكلة القوات الأمنية الجنوبية، وتفاعل معه الكثيرون منهم كلا حسب وجهة نظره وقراءته للوضع.. ولكن من وجهة نظري فإن الأغلبية العظمى قد تعاملت مع القرار إما بطريقة حماسية عاطفية وكأن الرئيس القائد الزبيدي يملك القرار السيادي بيده، وأنه هو من اتخذ هذا القرار بمحض إرادته، متناسين أو متجاهلين وصاية التحالف العربي (السعودية والإمارات) علينا في كل شيء.. أما الطريقة الأخرى للبعض فقد تعامل مع القرار من ناحية الشماتة والسخرية، تحركهم بذلك خلافاتهم السياسية والحزبية والقبلية مع المجلس الانتقالي الجنوبي أو قياداته..
أما بالنسبة لي، فإني أرى أن المشكلة أو الحل ليس بتعيين فلان أو إقالة زعطان، الأمر كله يتعلق بمن بيده القرار السيادي، والذي على أساسه يتم إحداث
أي تغيير جذري في أي بلاد، بما يخدم المصلحة العليا للوطن.. أليس كذلك؟
بدون أن نملك القرار السيادي بأيدينا سنظل مجرد قطع شطرنج يحركها الآخرون حسب أولوياتهم ومصالحهم العليا، وسيظل فلان أو زعطان مجرد شقاة معاهم لا أكثر، وسوف يظل الوضع كما هو عليه في مختلف الجوانب السياسية والعسكرية والأمنية والأمور العامة، وستبقى أحوال الناس
كما هي عليه حتى يتفق المقاولون على ترتيب الأمور حسب مصالحهم التكتيكية والاستراتيجية، وزعطان أو علان ما هم إلا مجرد موظفين عندهم
ينفذون ما يملأ عليهم، وعليهم السمع والطاعة.
(من باع نفسه وهان يصبر على ذي الهيانة).
