سعيد عولقي القومي الذي يشكك في ثورة أكتوبر ويتباكى على الجنوب العربي

تم النشر بتاريخ 29 أغسطس, 2024

باسم فضل الشعبي

لم أر في حياتي كاتبا متشقلبا ومتلونا مثل سعيد عولقي، ومع هذا نظل نلتمس له العذر، اولا لانه كبير في السن يبدو عليه الخرف والتناقض، وثانيا لانه رجل مسرحي بدأ حياته في المسرح، وما يزال يعتقد أن ما يصلح في المسرح من فهلوة وأكاذيب يمكن أن يصلح في السياسة للاسف.

العولقي يتباكى اليوم على الجنوب العربي وهو يكتب مقالا عن الرئيس القائد قحطان الشعبي، ويقول إن قحطان هو من طعن الجنوب العربي ودمره، هذا كلام العولقي في مقال بصحيفة النداء، بتاريخ 24 اغسطس 2024،طبعا رغم أن ما يقوله العولقي فيه ارتداد عن ميوله القومي والعروبي السابق، وهو ذلك الشاب اليافع الذي كان أكثر حماسا ربما من قحطان نفسه، ويعمل في توزيع المنشورات الخاصة بالجبهة القومية كغيره من شباب المدارس انذاك، الا اني سوف أوضح له الأمر، من منطلق أن قرار الجبهة القومية كان جماعيا وليس فرديا، وان الرئيس قحطان الشعبي كان قد تقدم بثلاثة خيارات لقيادة الجبهة القومية آنذاك الاول، أن يكون اسم دولة الجنوب الوليدة، باسم دولة الجنوب العربي، وثانيا باسم دولة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، وثالثا باسم دولة حضرموت، فتم رفض الخيارات الاول والثالث واختيار الثاني، من قبل القيادة الجماعية للجبهة، وما كان على الزعيم الشعبي إلا أن يستجيب لأن القرار في الجبهة جماعي هذا اولا.

ثانيا يقول عولقي أن مقاله عدوانيا ضد قحطان وهذا واضح وصريح ولا يحتاج تحليل، وذلك لأن العولقي ربما يعيش أوضاعا صعبة كحال أهل عدن هذه الايام في ظل الحكام الجدد، لكن لن يكون ذلك مبررا للهجوم على قحطان الشعبي واعتباره سببا لما يحدث، وهو الرجل النزية والشريف الذي سلم السلطة وغادرها طوعيا وهو لا يمتلك حتى مسكن ليعيش فيه أولاده.

الشي الاخر موضوع القطن الذي أشار إليه عولقي في المقال إن قحطان قام بسرقة أمواله والهروب للشمال، فهذه كذبة كبيرة جدا، ذلك حتى الإنجليز أنفسهم كانوا يعترفون لقحطان بالنزاهة والشرف وهو خصمهم اللدود، وكذا السلطنة العبدلية في لحج التي عمل قحطان لديها وزيرا للزراعة، وكان انجح وزير على الاطلاق، وشهدت زراعة القطن في عهده تطورا كبيرا ومذهلا، حتى أنه اي قحطان طلب من الشاعر الكبير عبدالله هادي سبيت أن يعد قصيدة عن القطن في ذلك العام من الستينات، فكانت اغنية (بانجناه الذهب لبيض ..) إلى اخره، وغناها الكثير من الفنانين منهم محمد مرشد ناجي، وفيصل علوي واخرين، واشتهرت الأغنية في ظل ازدهار زراعة القطن آنذاك في المحروسة لحج.

ومن هنا اعتقد ان عولقي استند في هذه التهمة على قحطان من كتب اصحاب جبهة التحرير أو الرابطة، ومنهم عبده حسين الادهل، الذي ألف كتابا يهاجم فيه قحطان وفيصل خصيصا، على العموم سوف نعذر العولقي لكبر السن، ولحالة الإحباط التي يعيشها، والتي تخلي الواحد احيانا يكفر بما يؤمن به.

أما قحطان سيظل رمزا تاريخيا وبطلا قوميا له أخطا بحكم المرحلة والنضال، وله إيجابيات عديدة، لكنه لا ينبغي تحميله ما يحدث اليوم او ما حدث في السابق، فقد ظلم قحطان كثيرا، وما حدث له مع الشهيد فيصل عبداللطيف، هي مؤامرة خارجية نفذتها ايادي داخلية خوفا من مشروعهم الوطني الكبير في الجنوب انذاك، ولو كان قحطان من اولئك الأطفال لما مسه شي ولظل رئيسا حتى يتوفاه الله، لكنه أثر تقديم استقالته على أن تراق قطرة دم في عدن والجنوب …فمن يفعل ذلك الان ياسعيد عولقي هداك الله وعافاك؟.

أما بخصوص ثورة أكتوبر فقد قلت إن الموضوع كان عبارة عن قطع طريق، ولم يكن حدثا يرتقي لمستوى ثورة، وبهذا أساءت لكل الثوار بما فيهم لبوزة وغيرهم، ولكل الجنوبين، وليس المجال هنا يتسع للنقاش والجدل أكثر، وكل واحد يعمل بأصله وما يراه.

Left Menu Icon
الرئيسية