السعودية من محور الاعتدال الي محور المواجهة ..ارباك للحسابات وحسم للملفات

تم النشر بتاريخ 16 أبريل, 2016

 

المراقب لتواتر الأحداث في المنطقة، يلاحظ أن هناك تغيرات كبيرة في السياسة السعودية، بدأت مع عاصفة الحزم في اليمن، ومن المتوقع أن يؤثر هذا التحول بشكل إيجابي في قضايا المنطقة العربية.

 

نجاح السعودية في قيادة التحالف العربي في اليمن، وتحقيق ما يقارب 90 بالمائة من أهدافه العسكرية، هو ما شجعها على إعلان التحالف الإسلامي، لمواجهة المنظمات الإرهابية في المنطقة، وهذا يدل على تحفز سعودي للإمساك بأخطر الملفات في المنطقة، وحشد الجهود والإمكانات العربية والإسلامية حولها، وهذا في الواقع يؤشر إلى انتقال المملكة مما كان يعرف بـ “محور الاعتدال العربي” إلى محور المواجهة، هذا التغيير اللافت في السياسة السعودية أربك حسابات كثيرين، لاسيما الغرب، وايران، وروسيا، ودفعهما للتخبط في مواقفهم، بينما ظل الموقف السعودي ثابتاً وفي خط مستقيم، وهذا ما أدى في تصوري إلى نجاح عاصفة الحزم، ورعد الشمال، ودفع روسيا إلى تفضيل خيار الانسحاب من سوريا على خيار المواجهة مع التحالف الإسلامي بقيادة المملكة.

 

أسلوب المواجهة الذي انتقلت إليه السعودية، قلب كل التوقعات، وأربك حسابات لاعبين إقليميين ودوليين، فالسعودية ثقل مالي واقتصادي عالمي كبير، وإذا ما تم توظيف الورقة الاقتصادية، إلى جانب الورقتين السياسية والعسكرية، في التعامل الإيجابي تجاه قضايا المنطقة، فمن المتوقع أن أشياء كثيرة سوف تتغير لصالح العرب والمسلمين، من اليمن إلى سوريا إلى العراق إلى فلسطين، وغيرها، وسيضعف حضور إيران كلاعب في المنطقة، وسيحجم من دورها كثيراً، فضلاً عن كون ذلك سيحبط الورقة الطائفية، التي تراهن عليها إسرائيل ومن خلفها دول غربية، لإعادة تشكيل الشرق الأوسط وفق خططها المرسومة، والتي أصبحت مفضوحة، وتخسر باستمرار، لصالح صعود عربي وإسلامي بازغ بقيادة المملكة.

تحليل خاص بمركز مسارات للاستراتيجيا والاعلام

Left Menu Icon
الرئيسية