حضرموت..لقاء السلطان مازال عالقاً في الأذهان

تم النشر بتاريخ 1 أبريل, 2024

صالح مبارك الغرابي

منذ فترة قد تكون بعيدة انقطعت قسراً عن زيادة وادي حضرموت وتحديداً حاضرته الجميلة مدينة سيئون، لكن هذا الانقطاع الطويل لم يجعلني محبطاً من عدم تحقيق حلمي في زيارة الوادي وأهله الكرام مرات أخرى، بل لدي من الأمل والتفاؤل الشي الكثير في تكرار الزيارات للوادي ومدنه الآسرات للألباب والقلوب، والغاليات علينا جميعاً كحضارم..
فها هو ذلك الأمل والتفاؤل يتحقق من خلال زيارتي للوادي ليلة الجمعة الماضية – التاسع عشر من رمضان – برفقة المنصب حسن عبد الصمد باوزير، منصب آل باوزير ساحل حضرموت، وبعض الإخوة من آل باوزير.
الجميل في هذه الزيارة، بل الشيء الجديد هو اللقاء بشخصية حضرمية كبيرة، شخصية لها وزنها وثقلها الاجتماعي في عموم حضرموت، إنه السلطان عبدالله بن صالح الكثيري.
هذا الرجل الذي سمعت عنه الكثير، ويبقى ما سمعته منه شخصياً هو العالق بذهني إلى اللحظة، وكان لقاءً مفرحاً للغاية ومبعثاً للفرح والاعتزاز بهويتنا الحضرمية، التي نراها تتعرض للمؤامرات والمكائد والدسائس.
ما يؤلمني حقاً هو ما سمعته سابقاً قبل هذا اللقاء الأخير، فهو كلام عكس ذلك تماماً وقد يلاقي من يصدقه بحكم البعد الجغرافي بين الساحل والوادي.
ولأجل تبيان الحقيقة، أو كما نقول في عاميتنا (اشرب من رأس القصبة)، شددت الرحال مع الأخيار حتى أشرب من رأس القصبة، وهذا ما حصل مساء الجمعة الماضية في بيت الشيخ عبدالله صالح الكثيري العامر بالزوار من كل مكان.
حقيقةً أبهرني الرجل بأشياء كثيرة تجمعت في شخصه الكريم. ولعلي هنا وفي هذه العجالة أذكر شيئاً بسيطاً مما رأيته في هذا الرجل، ألا وهو الإخلاص لحضرموت ولأبناء حضرموت.. ففي حديثه المفتوح معنا، الذي خلا من التحفظات وشيئاً من المصطلحات السياسية التي مللنا سماعها كثيراً من الكثير، أظهر الرجل مدى حبه وإخلاصه الكبيرين لحضرموت، وأتى بحقائق قد تكون مخفية على الكثير من البعيدين، ممن يسمعون من طرف واحد دون سماع ما يأتي من الطرف الآخر.
الرجل في حديثه بين لنا أنه منذ فترات بعيدة قدم التنازلات، ومازال على عهده في تقديم كل ما بوسعه لأجل خدمة حضرموت وأبناء حضرموت، فهو كما عرفنا أنه منذ تلك الفترات البعيدة يسعى بكل ما امتلك من جهد إلى لم الشمل الحضرمي على كلمة سواء، وإذابة كل الخلافات المصطنعة.
ومع ما قدم الرجل وسعى إلا أنه ليس هناك ما يظهر أي قابلية وتفهم لكل هذه التنازلات من الجهات المعنية بهذه التنازلات لأجل حضرموت التي يتشدقون بها ليل نهار.
وبما تقدم من كلام فلست ضد أحد، بل كل همي اجتماع الكل على مصلحة حضرموت، وللجميع كل الاحترام والتقدير..
فهل نرى من الجميع سباق الوقت في تقاربهم وتغليب المصلحة العامة على ما دونها من مصالح زائلة؟

* رسائل:

– الرسالة الأولى.. لمن قد يسمح لنفسه الأمارة بالسوء في التطاول علي بالألفاظ النابية وغير المستحبة، وذلك من خلال حضوري لهذا اللقاء المهم جداً في نظري، فهو من غير كل المفاهيم والمعتقدات الخاطئة الموجودة لدي ولدى الكثيرين ممن حضروا هذا اللقاء مع الشيخ عبدالله الكثيري.
وللعلم، فإن حضوري لا يمثل أحداً، بل هو يمثلني وأتى بعد قناعة شخصية مني، مع أني أتيت وأحمل هموم الكثير ممن لا يروق لهم ما تمر به حضرموت من وضع مزرٍ وكارثي، وهي أرض الخيرات العديدة. وقد يتجرا البعض الآخر بالقول إني أمتحدح الكثيري لغرض في نفسي، وقد يتمادى البقية الباقية وهم أشد إيلاماً بأني مطبل للكثيري، وكل هذا لا أساس له من الصحة، فأقوال الرجل التي أتبعها بالأفعال في مسيرته الطويلة هي من تقول ذلك وليس أنا.

– الرسالة الثانية.. أدعو كل المكونات الموجودة على الساحة الحضرمية والتي تدًعي أحقيتها بتمثيل حضرموت وانتزاع حقوقها، للاتفاف السريع مع هذا الرجل، هذا إن كانوا كما يدعون ويقولون إنهم محبون ومخلصون لحضرموت.. أما غير هذا الكلام وهو ممارسة المماطلة وتضييع الوقت، فهذا يكشف أنهم ليسوا محبين ولا مخلصين لحضرموت إلا بالكلام، وعمر الكلام ما قُورِن بالأفعال التي تتطلب سرعة التنفيذ على أرض الواقع، من خلال التقارب وليس التنافر الحاصل.

– الرسالة الأخيرة.. وهي مخصوصة لوفد آل باوزير فرداً فرداً، ممن كلفوا أنفسهم عنا وتحملوا مشاق الرحلة من ساحل حضرموت إلى واديها، واستمعوا بإنصات لحديث الشيخ عبدالله الكثيري، وهم محقون في ذلك، إذ أنهم في الأصل دعات خير ومرجعيات حضرمية مهمة، وهم محل التقاء الناس لا تفرقهم.
من هنا أرى أنهم بالفعل مصلحين وأياديهم ممدودة وقلوبهم مفتوحة لكل الأطراف للتقارب. فلهم ولإخوانهم في الوادي، ممن غمرونا بكرمهم الحاتمي، ألف تحية وتحية.

Left Menu Icon
الرئيسية