عندما تكون القرارات غير مدروسة

تم النشر بتاريخ 9 مارس, 2024

كتب/ طارق العطري

لاشك بأن القرارات الخاطئة في أي دولة تهوي بها من السماء إلى الأرض، وتكتب لها السقوط لا محالة، لهذا نجد دائماً القادة العظماء لا يختارون إلا رجالا ذوي كفاءة وخبرة في تولي أهم المفاصل، فبناء الدول ليس بالأمر الهين ولم يكن لعب أطفال ولا شيء يستهان.

هنا أتحدث عن ما تقوم به الدائرة المالية للقوات المسلحة الجنوبية بالمجلس الانتقالي، وهم يتحملون مسؤولية كل ما يحدث لأنهم المسؤولون على هذا الشعب وهذا الجيش وهذا الأمن، وعلى الدولة التي يبحث عنها هذا الشعب العظيم.

أنتم تتخذون قرارات عشوائية وارتجاليه وكأن الأمر لعب أطفال وليس قرارات دولة… ما هذا الذي يحدث؟! إلى متى سيظل هذا الشعب صابراً؟! كلما حلم بأن الغد سيشرق والحلم سيتحقق باستعادة دولته، للأسف تتبخر أحلامه وتذهب سدى، ويجد نفسه من السيئ إلى الأسوأ، والسبب هو البطانة التي حول الرئيس أبو القاسم والتي تحجب عنه الحقيقة ولم توصل له ما يعانيه الشعب.

إن القرار الذي اتخذ بشأن رواتب الجيش والأمن الجنوبي والذي يقضي بصرف خمسمائة ريال سعودي والبعض الآخر ألف ريال سعودي، كان قراراً خاطئاً للأسف، ولم يحصل في أي حزب أو دولة أو إمارة،
ولكن كل ذلك السبب تلك الحاشية التي حول الرئيس، أي أن البطانة في المجلس الانتقالي استغلوا الوضع هذا واستغلوا وضع الرئيس عيدروس لكونه منشغلا بأمور إقليمية ودولية.

القرار هذا يحاسب عليه القانون لأنه قرار ظالم،اذا كان اتخاذ القرار هذا ضرورياً فكان يجب عليهم توفير مراكز تدريبية لكل الجيش والأمن، والذي لم يرغب في التدريب يتخذوا عليه إجراءات قانونية، إما فصل أو توقيف حتى يتم التدريب، أما أن يتخذوا قراراً وهم لم يطلبوا القوات كلها للتدريب ومراكز التدريب لم توفر لكل القوة، فهذا ظلم وغباء لأنهم لم يطلبوا القوات كلها للتدريب.

يعني أن اللواء الذي يتدرب يستلم مرتب من ألف ريال سعودي، وهناك ألوية لم يطلبوها للتدريب وتستلم خمسمائة ريال سعودي، ما ذنب تلك الألوية؟! هل رفضت التدريب أو كسرت أمر القيادة عندما يصرف لها خمسمائة ريال سعودي فقط؟! هي لم ترفض ولم تطلب منها القيادة إحضار الأفراد للتدريب، بهذا يرى الأفراد بأن المبالغ الأخرى من معاشه تذهب إلى جيوب اللصوص أو ماذا؟!

وهنا يتساءل كثير من الأفراد عن مصير المتبقي من معاشاتهم هل هي ترصد لهم إلى أيادي أمينة وتصرف فيما بعد عندما يأخذون الدورة حتى يتدربون وتصرف لهم، فلا بأس إن كان الأمر كذلك، أما إذا أكلتموها فهذا يعتبر أنكم تأكلون حقوق الجندي عيني عينك بدون حسيب ولا رقيب، وهذا هو الفشل بحد ذاته.

أتكلم هنا ليس أنني ضد المجلس ولا للتحريض عليه، ولكن أتحدث من باب الانتقاد البناء وتصحيح الأخطاء، لكون هذا الشيء غلط واضح وضوح الشمس، ويعتبر جريمة يعاقب عليها القانون، وبهذا الأمر يؤكدون أن لديهم أزمة في الإدارة ولم يستطيعوا إدارة دائرة مالية لرواتب الجيش والأمن، فكيف نثق بمثل هؤلاء أن لديهم الكفاءة والخبرة لإدارة دولة، أسألكم بالله، ما هذا الغباء، أم أن هناك عناصر في المجلس الانتقالي تعمل ضد الانتقالي لتشويهه أمام العالم لأن هذه النظرية تعتبر ضد وليس مع.
إلى متى سيستمر وضع الجنود على هذا الحال؟! لهم تسع سنين ولم يستطيعوا إدارة مالية ولا ترتيب ولا نظام.

رسالتي لسيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي أقول له إن الشعب الجنوبي ضاق ذرعاً ومل وتعب وضاقت به السبل والحاشية من حولكم يعصدوا ولم يخرجوا إلى حل، الشعب الجنوبي مل من الصبر تسع سنين وهو يقول لعل وعسى أن تتحسن أوضاعهم ويتم ترتيب الأمور وتديرونها بشكل صحيح، لكن للأسف وصل الشعب الجنوبي إلى قناعة تامة أن من الحاشية التي من حولك فاشلون، ومن الصعب أن يؤمل عليهم شعبنا الجنوبي في استعادة دولته وبنائها، وهذا تأكدون للجميع ذلك لكون عيون العالم أجمع إقليمية ودولية عليكم وتتربص لأي خطأ أو فشل من قبلكم، وانتم بهذا الشكل تتركون مجالاً للجميع بأنكم غير جديرين في إقامة دولة جنوبية تحفظ للعالم الإقليمي والدولي مصالحه.

Left Menu Icon
الرئيسية