فبراير ليست ثورة ..!

تم النشر بتاريخ 15 فبراير, 2024

سعيد الصوفي

ثورة فبراير فشلت في المهد ، بالرغم من إخلاص الشباب المتحرر من الحزبية وبعض المتحزبين..
ثورة افشلها قادة الأحزاب والقادة العسكريون..كثير منهم بدأ بانتهازيته وانانيته وبأخلاق لا تجسد قيم الثورة ولا تنسجم وأهدفها ..
فالثورة قيم وأخلاق وإيثار والخ ، من المحامد النبيلة والقيم الوطنية.
فبعض ممن يمثلون الأحزاب نسفوا كل ذلك ، وتسلقوا بانتهازية على ظهر الشباب ، وجعلوا منهم مطية للوصول إلى مآربهم !
هذه المناسبة ذكرتني بمواقف كثيرة ، منها حين تعرضت في ساحة الحرية بتعز للاعتداء مرات عديدة ، من قبل بعض متحزبين، وهم نخب وليسوا أناسًا عاديين ، اتهمت أني مخبر عفاشي ..وفي المقابل الآخر عند من يدافعون على عفاش اتهموني باني أتبع القاعدة ، و تعرضت للاعتداء أكثر من مرة ، ووصل بهم القبح إلى حد اتهامي بأني أُقيم في أحد الفنادق بمعية ناشطة من الساحة .
وتم الاعتداء علي منتصف الليل من قبل فريق أمني يمثلون جهات امنية مختلفة في تعز ، بينما كنت أنا وزوجتي نقيم في الفندق منذ اسبوع ، بعد أن قدمت من القرية إلى المدينة ؛ لغرض العلاج ؛ ولأن عائلتي مستقرة في القرية، كانت زوجتي في شهرها التاسع على وشك الولادة، وهي مريضة وقررت الطبيبة التي تتابع حالتها ان تظل في المدينة، كي تتمكن من معاينتها ،ومتابعة حالتها الصحية، ومدى سلامة الجنين.
حينها عندما سمعت طرق الباب ،خرجت من الغرفة إلى الصالة دون أن أشعر زوجتي بذلك، بعد طرق الباب عدة طرقات من قبلهم، ونادوني باسمي.. قابلتهم في الصالة أمام الغرفة، واستفسرت منهم ، ما المطلوب ..؟
ايش القصة تدقوا علي في هذا الوقت ؟!
وهم خمسة مسلحين، أحدهم يرتدي الميري والبقية يرتدون قمصانًا ومتحزمين بالجنابي والآليات، أجابوا : نحن من البحث الجنائي.. لدينا أوامر بتفتيش الغرفة، أنت متستر على مطلوبين أمنيا ينتمون إلى تنظيم القاعدة ، رديت عليهم: أنا وزوجتي نسكن في هذه الغرفة منذُ أسبوع ، فمن أين أتيتم بهذه الوشاية، وتلفيق التهم ..؟
احتد النقاش وتعالى الصياح فيما بيننا في صالة الفندق ،
شرحت لهم بكل احترام عن وضعي ومشكلتي فابوا ذلك .. وحاولوا تهديدي كي أفتح لهم الغرفة التي فيها عائلتي، حينها ، وأنا في قمة الغليان والقهر ،أخذت جوالي ، وقمت محاولا الاتصال بالعقيد عبدالحليم نعمان ،نائب مدير الأمن انذاك.. وبالعقيد منير الجندي مدير البحث الجنائي، وبفريق منظمة هود ،وبالزملاء في نقابة الصحفيين ،ولم يرد أحد منهم علي في ذلك الوقت المتأخر من الليل ( قرابة الثانية بعد المنتصف).
قلت لهم _ أي لفريق البحث، كما يدعون _ سأحضر لكم نقابة الصحفيين والمنظمات الحقوقية لكي تعرف خساستكم ونواياكم الخبيثة واستهتاركم بمشاعر الناس..فأنتم تعرفون اين يتواجد تنظيم القاعدة ، واين يختفي المطلوبون أمنيًا .
هذه الفبركات (مش) علي أنا .. أنا مستعد اقابلكم الصباح في إدارة الأمن أو في إدارة البحث الجنائي أو في الأمن السياسي أو أينما تريدون ..أنا صحفي معروف وعملي مدير التحقيقات بصحيفة الجمهورية ، وهذه اوراقي ووثائقي.لا تستفزوني .. فأنا أعرف النظام والقانون .. إذا أنتم تريدون تفتيش الغرفة فهناك جهة اسمها الشرطة النسائية ، غير ذلك مستحيلا، وسيكون لي رد أخر معكم .
بعدها انسحبوا إلى الدور الآخر ، ومن ثم غادروا الفندق.. وتوعدوني بالعودة التي لم تكن ..
وبالمناسبة وتزامنا مع كثر الحديث عن فبراير ، فجميعهم كانوا تافهين بكل ماتعنيه الكلمة ، ولهذا لم اسلم لا من أطراف الثورة في الساحة ..ولا ممن يزايدون بالدفاع عن صالح .
من يومها بدأت أشك في هذه الثورة بعد ان اختطفها اللصوص من أيدي الشباب ..
الأمر الآخر وفي عهد باسندوة ، وبقرار من الأستاذ القدير سمير رشاد اليوسفي ، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر ، رئيس التحرير ، كلفت وفقا لقرار أصدره اليوسفي، بتحمل مسئولية مدير فرع مؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر بعدن ،في العام 2012، علما أن من يشغل هذا المنصب يكون بدرجة مدير عام، وفقا للشروط القانونية.
وبكل تأكيد كانت الشروط القانونية مطابقة تماما _عدا المعيار الحزبي _ وليس هناك أي ثغرة تحول دون حصولي على درجة مدير عام سوى العثرة (راجح بادي) الذي تمترس في موقفه الخبيث جداً ! وحال دون حصولي على ذلك الاستحاق ، وحرمني من مزايا كثيرة حتى اليوم ..كان يشك فيني أني قريب للأستاذ الصحفي نبيل الصوفي ، وربما للأستاذ حمود خالد الصوفي محافظ تعز الأسبق ، وكذا أحمد عبدالله الصوفي سكرتير صالح آنذاك.. رغم أني أوضحت له أن لاقرابة لي بهؤلاء ، ولو كان بيننا قرابة فلن استجدي منك يا راجح ، حقاً كفله القانون.
شكوت ذلك لوزير الخدمة المدنية نبيل شمسان وأبلغته أن لدي كثيراً من الوثائق الخاصة بالقرارات التي صدرت للمحسوبين على الأحزاب والمشايخ ، وهي مخالفة ولا تنطبق عليها معايير الوظيفة ومخالفة أيضا للقانون ..وأنا استغرب لماذا يجري التعامل معي بهذه الطريقة .. وهذا حق كفله لي القانون.
ولهذا سأكشف كل ذلك لوسائل الإعلام ، وسأقدم دعوى إلى المحكمة الإدارية ، حتى انال حقي ، فأكد لي أنه على استعداد ليستكمل الإجراءات بعد أن وجه بها طيب الذكر باسندوة ، وطلب مني أن اكلم راجح بادي بأن يعطيني نسخة من مذكرة باسندوة وهو سيستكمل بقية الإجراءات ، وهذا الطلب قوبل بالرفض من راجح بادي وتعنته لأنه كان أشبه بالفلتر الحزبي في رئاسة الوزراء ، مستغلا منصبه ، متحدثا باسم الحكومة ، وهو في الأساس وضع هناك بوظيفة “فلتر حزبي ” ، وظل يماطل منذ العام 2013 حتى نهاية العام 2014م .
وبعدها حدث الانقلاب المشئوم ، وغزوة الفُرس ( الحوثية الإيرانية) لصنعاء واحتلالها وبقية المحافظات ، وعبثوا بكل مؤسسات الدولة ، وسفكوا الدماء ، ونهبوا الثروات ، والى اليوم وهم يعيثون في الأرض فساداً.
الأمر الذي يشعرك بالقهر هو أن هذه الثورة تم اختطافها من قبل لصوص الأحزاب والانتهازيين من المشايخ والعسكرتارية وبعض رجال الدين المطنبحين والخطابين.
كما أن لي في مأرب قصصاً وروايات من الحرب النفسية الممنهجة التي مورست ضدنا ، كلها تتنافى وادعاء ثورة فبراير وأهدافها التي جُيرت لشلل معينه من الحزبيين.
كنا في مأرب كلما انتقدنا الفساد هناك ، يأتي الرد وبهجوم كاسح واتهام مباشر تارة أننا خلية حوثية ، وتارة أخرى بأننا خلية عفاشية ، ووصل بهم الأمر إلى أن يُدفع بقيادي من مكون حزبي – وهو يعد زميلاً صحفياً – ابتكر له موقع في هيكل دائرة التوجيه المعنوي ، سموه مدير مديرية الصحافة ، وحضر إلينا بعد صدور أول عدد من صحيفة 26سبتمبر في مأرب من داخل خيمة وبإمكانيات شخصية للطاقم ، وهو يشتاط غضبًا ، وظل يرعد ويزبد في اجتماع بنا ، إلى درجة أنه هدد جميع الطاقم الصحفي – الذي اجتهد وآثر على نفسه في ظل الجوع والبرد والمخافة التي كنا نعيشها هناك – وباهمال متعمد مع سبق الإصرار والترصد ، قائلا لنا : ” يفترض جميعكم تروحوا إعدام ..” !
لماذا تصدرون الصحيفة دون إذن (منهم) .. ؟!
بينما اللواء محسن خصروف كان مديرا لدائرة التوجيه المعنوي ، ورئيس التحرير ، وهو من أعطى الأوامر، ووجه الطاقم بالعمل وإصدار الصحيفة ، وظل يتردد علينا ونحن منهمكون في العمل ، وكتب الإفتتاحية بخط يده ، كانت على ورق ، وهي أشبه بخربشات وطلاسم ، استغرقت منا وقتًا لفك شفرات حروفها غير الواضحة.
كل هذا استدعى المقر إلى عقد اجتماع ، وتدارس تلك الجريمة التي ارتكبناها بإعادة إصدار صحيفة 26سبتمبر من مأرب ..والسبب ؛ أننا لم نستأذن من قيادة “المقر “!
فالبعض منهم ذهب لاتهامنا أننا ممولون من عفاش ، وبعضهم قالوا أننا حوثه، وآخرون قالوا ان التوجيه المعنوي مخترق من قبل خلية عفاشية ، وعملوا المنشورات ومدونين اسماؤنا فيها، بهدف التشهير ، و تأليب الجميع ضدنا .
كانت نظراتهم أن من لم يكن من ضمن تشكيلة الحزب فهو مشتبه وتحت المجهر .. وبمجرد أن تعترض على مخالفات إدرية ، أو مالية وتمرير الفساد ، فالتهمة جاهزة ..!
اسرد هذا الوجع بالمناسبة ، ونؤكد أن هؤلاء نماذج من مخرجات ثورة فبراير،
فثمة مواجع كثيرة .. كم سنحكي وكم سنشكو !وأية ثورة تكرس هذا .. ومقابل ذلك نسميها ثورة ؟!
فالثورة بمعناها الحقيقي ، تغيير جذري في كل مناحي الحياة إلى الأفضل ، وليس إلى الاسوأ ، وليس تغيير عفاش فقط! ومن ثم العبث بالوطن كما يشاؤون ،وهذا ما لا ينطبق على ثورة فبراير .. وبرأي فبراير ليست ثورة ، لأن الثورة تجسد قيمًا ونظمًا وثقافة وسلوكًا حضاريًا يستند إلى نهج الثورة السوي ، وهذا مالم يحصل.
الثورة لاتحرم الناس حقوقهم ، ولا تعطي الوظيفة من لايستحق ، ولا تُجير الوظيفة لزميل آخر ، لأنه متحزب، و لاتنطبق عليه معايير وشروط الوظيفة التي يشغلها ، وتتفاجأ وبقدرة فاسد (ينط) به من الرصيف إلى مدير عام، إذا لم يكن وكيلًا، أو نائب وزير ،وهكذا دواليك.. لأنه من حزب فلان ، ومن جماعة الشيخ فلان ..!
الكل يعرف تمامًا مخرجات هذه الثورة المدعاة ، وكيف جرى العبث بالوطن وتحويله إلى ما يشبه شركة خاصة بهذا ، وذاك .
وكيف تحولت مؤسساته إلى مرتعًا خصبًا للمتفيدين بعد عفاش ، و كيف تبارت المكونات السياسة والقبلية والجهوية في تدمير الوطن ، وهو الأمر الذي سهل لمليشيات الفُرس ( الحوثية الايرانية) من الانقضاض على الوطن وتدميره .. وها نحن نتجرع كأس السم جميعنا ؛ لأننا لم نحتكم للوطن ولا لضمائرنا ولا لديننا ، بل احتكمنا للمكونات الضيقة وللنزوات الشيطانية وللأطماع الحزبية المهترئة وقاداتها (الخردوات).. فضاع الوطن وضعنا معا.
ولهذا أقول _ وهذا رأي _ثورة فبراير كرست مبدأ الفوارق والامتيازات والطبقات بعد ان خطفها اللصوص.
ولم يبق أمامنا اليوم إلا أن نوحد الصفوف والتعبئة العامة ، وتفعيل معركة الوعي الوطني، وأخذ العبر والدروس مما حصل، والعمل بروح الفريق الواحد، والقيادة الواحدة ،لاستعادة الوطن المخطوف من قبل إيران ، واستعادة مؤسسات الدولة، والعاصمة صنعاء ، والقضاء على مليشيات إيران في اليمن ، وتفعيل دور النظام والقانون على الجميع دون استثناء .
فالمعذرة على الإطالة .. وربما أكون أزعجت بعضًا ممن يتعصبون لأحزابهم، أما أنا فحزبي الوطن .. وسأدون كل شيء للتاريخ كشاهد على حثالة المتلبسين بالدين والمتشدقين بالوطنية.

Left Menu Icon
الرئيسية