قيادي أبو نصف كرسي !.

تم النشر بتاريخ 30 يناير, 2024

ياسر الاعسم

– يعتقدونك مذنبا ، لمجرد أنهم فاشلون، ويملكون سلطة.
– يسألونك عن وجهة نظرك، ويتحسسون مواقفك، وملفاتك، بينما مواقفهم تعيسة، تجر ألف خيبة، وسقطة، وعلامة استفهام، وربما خيانة.
– نشرت على حائط صفحتي : الوطن طحس ، فهاتفني أستاذي، وقد منحوه نصف كرسي صغير ، وحسبوه قياديا، قال، ويكاد غضبه يقفز من السماعة : توقف عن المزايدة، ولا تظن شخبطتك مهمة ، فالمرحلة صعبة، وشق الصف جريمة، فالناس تحتاج إلى أمل ، ولا بأس أن تبشروهم بالجنة.
– انتهت المكالمة، فصفعتني غصة، فقد ظننته قدوة، ولم اتصوره يوما طبالا ، ويفتح دكانا على ثلاثة شوارع، شارع الحزب، وشارع الثورة، وشارع السلطة.
– أصبح يساورني شعور ، أنهم عندما تنفرط المسبحة، سنجد كثيرين يقولون، نحن مش معاهم !.
– عانقني زميلي، مدير موقع أخباري ، وهمس في أذني بود : خفف حدة كلماتك، الحذر ليس سيئا.
– سألته : أتراني مذنبا ؟.
– رد : أبدا ، ولكن هناك وسطا دائما.
– اسمح لي : من الذي يجب أن يخافوا العقاب ، من سرقوا حلمك، وراتبك، وخبز أطفالك، أم الذي كتب رأيا ينتقد فسادهم؟، متى يدركون أننا لسنا قطيعهم ؟، ونخشى أن يعتقدوا انحرافهم صراطا مستقيما، وانبطاحهم همة !.
– فرك كفيه بارتباك ، وقال : لن يستوعبوك ، عليك جر قلمك بحذر ، لا تحكه بشدة، فتستفز مواقفهم الحمراء ، وتمسي كلمة مقتولة بطلقة طائشة.
– قلت : لا استطيع طعن قناعاتي ، فهل نغرد بصوت حمار ، ونلهث وراء جزرة بعصا لص ؟!.
– قال : قناعاتك ليست كفاية ، فوعي المجتمع مازال قاصرا ، والسلطة، والمصلحة، والمال، تجعلهم طغاة، ونفوذهم قانون !.
قبل أن نفترق ، تمتم : أريد أن أراك مرة أخرى.
– أكذب إذا قلت لا أشعر بالخوف، ولكنني لست جبانا، ولا نكره أو نتحدى أحدا، ولكن لن نمشي بجانب الحائط.
– أكتب رأيا حرا ، ولا ادعي أن قولي صحفا منزلة ، ولا أقبض صرفة مقابل موقف أو فلسا ثمن كلمة.
– الناس تجوع ، والامتحان صعب ، ونأمل أن تستوعبوا حرصنا، واختلافنا ، ولا تحشرونا بين فشلكم ، وإثم ظنكم، وتجعلوا ذنبنا أننا جئنا بكم على أعناقنا.

– ياسر محمد الأعسم/ عدن 2024/1/29

Left Menu Icon
الرئيسية