تم النشر بتاريخ 25 ديسمبر, 2023
باسم فضل الشعبي
وضع المجلس الانتقالي نفسه في مواضع صعبة جدا، على كافة الاصعدة، بعد سبع سنوات من العمل السياسي والاداري في ادارة مؤسسات الدولة، لم يفضي كل ذلك الى شي مهم ومفيد قياسا بالوعود الكبيرة والحملات الاعلامية الضخمة والممولة، والتي انكشفت اليوم لتضع الجميع امام حقيقة واحدة مفادها ان الجنوبين كانوا “مخيمين على قيش” كما يقول المثل.
فلا مؤسسات دولة اقتصادية وخدمية اشتغلت لعلها تحسن اوضاع البلد والناس الاقتصادية، كالمصافي مثلا، والميناء والمطار، او تحسنت الكهرباء او العملة او الاسعار، او توقف الفساد والنهب.. لا شي من ذلك تحقق، وفوق ذلك تخبط سياسي كبير ليس له مضمون او عنوان، يوم شمسي ويوم قمري، اوصلت الناس الى حالة من الاحباط والتذمر، الذي ينذر بفتنة كبيرة في الجنوب ان لم يتم تدارك الامور بصورة سريعة.
كنا ندرك منذ البداية ان الانتقالي يقول شي ويعمل شي اخر، يوعد الجنوبين بالجنة ويوقد لهم النار، وكم نبهنا لهذه الحالة المتناقضة وهذا الخطاب والفعل الغير السوي، سوا عبر الكتابات او بالتواصل مع بعض القيادات في المجلس، لكن احدا لم يسمع او يلتفت، واحيانا يمكن تدخل خانة التخوين والتشكيك لانك انتقدت او لك موقف مختلف، اما الان هناك سيل من الانتقادات تطال المجلس وقياداته، وتهم بالتخوين والتهديد عبر تسجيلات صوتية تنتشر بكل مكان في وسائل التواصل، واغلب الاصوات من مناطق نفوذ الانتقالي وتحديدا (المثلث)،الناس وصلت الى درجة الاحباط ،هذه حقيقة، على الصعيد المعيشي والخدمي، والان زادت الطين بلة بموقف الانتقالي السياسي من خريطة طريق السلام في اليمن.
قلنا من البداية ما في احسن من الصراحة والوضوح، صارحوا شعبكم، قولوا علينا ضغوطات خارجية، او اي شي يقبله عقل ومنطق، لكن استمر الخطاب المتعالي والمتشنج ليكشف عن خدعة كبيرة، السقوط في حظن من ثار شعبنا في الجنوب عليه منذ 94 وحتى اليوم، نعم السقوط بحظن الحوثي ومراكز قوى الهضبة الشمالية، بحجة اننا نعمل ونسير مع التحالف ومع المجتمع الدولي!
كلنا مع السلام في اليمن، ومع الحل، لكن ماذا عن القضية الجنوبية، ما هي الضمانات التي بيد الانتقالي لانتزاع حل عادل للجنوب؟ المؤشرات تقول لاشي، هناك ترحيب بخارطة الطريق اليوم في بيان الانتقالي، وهناك حالة استجداء لوضع قضية الجنوب في المسار التفاوضي، يعني مناشدة ليتفضلوا علينا، وكاننا لسنا اصحاب ثورة وقضية وطنية عادلة وحقيقية، وكاننا لم نكن في يوم من الايام دولة دخلت في شراكة وفشلت الشراكة،وكاننا لم نقدم اكثر من سبعة الاف شهيد وثلاثين الف جريح، ومن حقنا نضغط ونطلب الحل الحقيقي الذي يحفظ لنا حقنا في الكرامة والحرية والعدالة…لكننا للاسف نناشد ونستجدي، ما الذي يحدث ياجماعة، هل هو غباء سياسي، ام مؤامراة جديدة؟
الوضع متوتر، وسوف يتوتر اكثر، خلاص كمل زمن الكذب والاوهام، الناس تريد افعال، تريد مواقف وطنية حقيقية، والا فانكم تقودون الجنوب الى فتنة لن يسلم منها احد. اللهم اني بلغت اللهم فاشهد.
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع