خريطة السلام.. العودة الى حضن الحوثي

تم النشر بتاريخ 17 نوفمبر, 2023

باسم فضل الشعبي

جميعنا مع السلام وانهاء الحرب، لكن نحن الان كلنا سنعود الى باب اليمن وفق خريطة السلام المسربة مؤخرا، دون ضمانات حقيقية ببناء دولة وطنية، مع ترحيل حل القضية الجنوبية الى ما بعد عامين، يكون خلالها الحوثي قادرا على بسط نفوذه بكل مكان على امتداد خارطة البلاد، معتمدا على البنك المركزي اول العائدين الى صنعاء ، وعلى كل الموارد المالية التي ستاتي اليه من جميع محافظات الجمهورية.
لقد دمرتم عدن، دمرتم كل ما تبقى من مقومات الدولة ومؤسساتها، سحقتم الشعب بغياب الخدمات، وبانهيار الاقتصاد والعملة والغلاء الفاحش، والان تتهيئون لقطع المرتبات..
لو ان الشرعية ومكوناتها عملت من عدن نموذجا، واهتمت بالشعب ومعيشته، لكان موقفها الان اقوى، وكان موقف الانتقالي ايضا اقوى، لكن للاسف، الفساد والخراب الذي حدث في عدن والمناطق المحررة خلال التسع السنوات الماضية، يصب اليوم في صالح الحوثي ويقوي موقفه.
لماذا العودة الى باب اليمن؟ لماذا لا تكون عدن هي العاصمة الفعلية للبلاد؟
اذا عدنا كجنوبيين الى باب اليمن من خلال اتفاقية السلام المزعومة،دون ضمانات حقيقية، علينا ان ننتظر عامين حتى تحل قضيتنا، وفي العامين يتم السيطرة على البلاد كلها، وسوف نصبح لا من دولة جنوبية، ولا من دولة يمنية ممكنة الحدوث عاصمتها عدن يقف على راسها جنوبيون.
وسوف يصبح الانتقالي مجرد جزء بسيط من الشرعية التي ستعود الى صنعاء للعمل تحت مظلة وسيف الحوثي.
ترفضون التصحيح، ترفضون وضع حدا للفساد، هذه هي النتيجة، العودة الى حضن الحوثي، والسلام.

Left Menu Icon
الرئيسية