نحن بادرنا.. والوطن مسؤولية الجميع

تم النشر بتاريخ 9 نوفمبر, 2023

باسم فضل الشعبي

فكرتنا ومشروعنا، هو دعوة الى الخير، ودعوة الى التصحيح، على كافة المستويات، الباب مفتوح امام الجميع، دون استثناء، ودون تمييز او عنصرية او مناطقية، لان عمل من هذا النوع ياتي في هذا الوضع المهم والمناسب، هو ضروره وطنية وانسانية قبل كل شي، يعتمد على الايمان بالفكرة والاهداف، ويعتمد على روح المبادرة والشجاعة، نحن لسنا ملائكة، نحن ايضا بشر لا ندعي الكمال، لان الكمال لله وحده سبحانه وتعالى، ولكننا بادرنا،القينا حجرا في البحيرة الاسنة والراكدة، لعلها تحرك القلوب والنفوس الحية، وتفتح نوافذ وابواب الأمل امام الناس بامكانية التصحيح، وتغيير الاوضاع، كلا من مكانه وموقعه وما تتيحه لهم الظروف، فالله لا يكلف نفسا الا وسعها.
التجارب السابقة المريرة والصعبة، علينا ان نستفيد منها جيدا للانطلاق صوب عملنا ونشاطنا الجديد، دون تردد او جبن او خوف، التحديات كبيرة لكنها تزول مع الهمة العالية والمثابرة والاستمرارية. من يقول انه مسيطر على الوضع ويتحكم بالازمات،فهو يكذب، لقد قالت الانظمة والقيادات الدكتاتورية من قبل مثل هذا الكلام، ثم انفرط عليها العقد بالكامل، واصبحت في خبر كان، وصار بالاوطان والدول ما صار، لانهم لم يخلصوا من اجل بناء دولة تحمي نفسها وشعبها،وانما اقاموا سلطة وجيوش ضنا منهم انها ستحمي الفرد والعائلة والشلل المنتفعة والفاسدة، لكنها قطعا لم توفر لهم الحماية المطلوبة، عندما حانت لحظة الجد والمواجهة مع الشعوب.
سيبارك الله خطواتنا ، وسيدعمها الناس الطيبين والخيرين من الداخل والخارج، لان انهيار الاوضاع لا سمح الله لن تمسنا لوحدنا وان كنا اكبر المتضررين، ولكنها ايضا ستمس الجوار والعالم وهم يعرفون هذه الحقيقة.
الفساد هو عدونا الاكبر لانه السبب الرئيسي المنتج لكل الامراض الاخرى، فالجهل والفقر والارهاب والتطرف والحروب والصراعات والاقصاء، ما هي الا نتيجة لهذا الغول الكبير المسمى فسادا، الذي لم يرحم كبيرا ولا صغيرا الا نال منه.
علينا ان نخلص حق الاخلاص في هذه اللحظة التاريخية التي نواجه فيها تهديدا وجوديا على مستوى الدولة والمجتمع، وان نكون عند مستوى المسؤولية والشجاعة لنبادر لحماية وطنا المشترك، وحماية مستقبل اجيالنا القادمة من الضياع والتشرد، وركوب البحر والمخاطر، بحثا عن اوطان اخرى، كما فعلت شعوب كثيرة في لحظات صعبة فقدت فيها الأمل بالحياة داخل اوطانها الام.
بلدنا منقسم، وهذه حقيقة، ونذر الحرب ما تزال قائمة، وكل وعود السلام لم تتحقق حتى الان، وابناء البلد مشردون في الخارج، ويعانون في الداخل من حروب وازمات كثيرة وطاحنة، لااظن انها ستنتهي بدون تحرك وعمل وطني حقيقي وصادق وشجاع.
نعرف ان الطريق شائك وصعب، ولكن لا مناص امامنا الا ان نبادر ونتحرك، من اجل بلدنا وشعبنا، فنحن المسؤولون امام الله والتاريخ عن هذا البلد وليس غيرنا من الخارج، الذين اضنهم سيقولون في يوما ما بعد انهيار كل شيء، ان اليمنيين اضاعوا بلدهم، من باب التشفي بنا.
نحن في التيار الوطني للتصحيح والبناء، لسنا وحدنا المسؤولون عن البلد،وعن ما يحدث في العاصمة عدن بدرجة رئيسية، فالجميع مسؤول بنفس القدر، ولكن نحن كشباب بادرنا واطلقنا فكرة ومشروع، ومن يريد ان يلتحق بنا اهلا وسهلا، ومن يريد ان يعمل منفردا فالوطن يسع الجميع، ولعل الجهود الصادقة والمخلصة تتكامل في يوما ما وتثمر، والله من وراء القصد.

Left Menu Icon
الرئيسية