تم النشر بتاريخ 11 أكتوبر, 2023
كما توقعنا بالأمس، أن صواريخ سوف تنطلق من لبنان ومن سوريا باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، وهذا ماحدث، فيما يشبه التسخين أو ردود الفعل الأولية ، اشغال الجيش الإسرائيلي من أكثر من جبهة ومحور امر مهم للغاية، يؤدي إلى تشتيته بالكامل، لا سيما وهو ما يزال لحد الان غير قادر على استعادة زمام المعركة الميدانية في غلاف غزة والداخل الإسرائيلي، وكل ما قدر عليه هو استخدام سلاح الجو لقتل الابرياء والعزل من الأطفال والشيوخ والنساء، وتدمير البنية التحتية لغزة، كنوع من الانتقام، ومحاولة لتطمئين الجبهة الداخلية الاسرائيلية التي اهتزت ثقتها تماما بالجيش.
ايضا محاولة فرض الحصار على غزة، وقطع الكهرباء والماء والغذاء والدواء هو تصرف حقير، وانتقام لا انساني، لم يحدث بأي دولة بالعالم على الاطلاق،وهو ناتج عن حقد، وعن مدى الخوف والارباك الذي أصاب الإدارة الصهيونية.
عموما المعركة سوف تتسع، لاسيما في حال قرر الجيش الإسرائيلي التوغل البري صوب غزة لا حتلالها وتهجير سكانها، هذا التصرف سوف يقيم القيامة على الكيان الصهيوني، وربما يجعله يكتب نهايته المأساوية بيده، خصوصا وأن الآلاف من المقاتلين المتطوعين العرب والمسلمين سوف يصلون إلى فلسطين وغزة على وجه التحديد في الأيام القادمة بطرق ووسائل مختلفة، ما يعني أن المعركة سوف تطول أكثر، وهذا ليس في صالح إسرائيل التي لم تعتاد على مثل هذه الحروب من قبل.
أما بخصوص امريكا وحاملة الطائرات فورد التي وصلت امس إلى المتوسط لدعم إسرائيل، فإن أي تدخل امريكي مباشر في الحرب يعني فيما يعنيه تفجير حرب إقليمية في المنطقة ليست في مصلحة إسرائيل التي ستواجه خطر الاجتثاث تماما، وليست في صالح امريكا التي سوف تخسر مصالحها ونفوذها في المنطقة لصالح واقع عربي جديد سوف يتخلق من رحم الحرب، ولصالح قوى عالمية أخرى معروفة،وهي روسيا والصين المستفيدتان الأكبر مما يجري حاليا من حرب على إسرائيل، ومن توسع رقعتها ربما بصورة أكبر خلال الأيام القادمة.
باسم فضل الشعبي
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع