تم النشر بتاريخ 23 مايو, 2023
نَقَشَت إسمها في قلوب سكّان البلاد، وقد قيل في اللغة “عَدَنَ البلد”، أي سَكَنَه، وهي المدينة لا تقبل الحُب من طرف اللسان، وليس من كَتَبَ عنها قلب المشوق، فكم بُرئت أقلام، ونطقت ألسُن، وما جاوز حُب أولئك التراقي.
وعَدَن في النقوش من الأمان والسعادة، وحين تلقى هذا “الشقاء”، أين قلب المشوق؟!
إنّ تعذيب عدن بـ “لكهرباء المقطوعة” إنذار شؤم” أحاط بكل شي..”يا رئيس الحكومة أجِبْ”.
وحين يقدم الصيف اللاهب، ينطفي الضؤ، بينما كان لموسم الحَر فيما مضى من زمن فعلٌ مضاد حيث العمود لا ينطفي، بينما المروحة تدور في سقوف البيوت والمكيّف يدبُّ بالحركة عرض الجدران.
لم يكن أحدٌ يصيح من حرّ الصيف لمّا كانت للبلد إدارة كفؤة، وكان القانون فضاء المدينة، والنظام بساطها.
لكن أين قلب المشوق الآن؟
إنّ مدينة الساحل لا يناسبها غير صفوف من المصابيح لا تنطفي، وعناقيد من الضؤ لامعة عند بوابات المدن، وأقواس من شعاع الكهرباء الساطع، الذي لا تتوقف ماكنته عن الدوران، لكن أين قلب المشوق؟!
ماقرأنا عن “عربية سعيدة” تبتسم في الظلام، وهي بلد الميناء الشهير، والشاطئ الجميل، التقت فوق ماءها سُفن الشرق والغرب.
وحين برزت كسوق عالمي وغرُم بها تجار المعمورة، ووصِفَت بالأزدهار، يجي عليها زمن تتحول أزقتها التي كانت تفوح برائحة الصّندل القادم من بلاد الهند الى أمكنة لطفح المجاري، ومتنفسات حاراتها المزدانة بأسوار الحدائق المفروشة بالعشب والورد الى مقالب قمامة.
إنّ الذين عجزوا عن تحويل عدن الى مدينة ضؤ، لِمَ عجزوا أيضاً أن يحوّلوها الى مدينة نظيفة؟!
أم أن العجز سيد الموقف..
فقط حتى يعود لعدن زمن الكهرباء التي لا تنطفي، سنقول عاد قلب المشوق..
سؤال لكل حكّام المدينة السابقين منهم واللاحقين..متى يعود قلب المشوق؟
كل الذين أعطوا للشعب عهودهم، أن تصير عدن مزدهرة، جفوا ونكثوا، وحقّ عليهم قول الذي نَظَمَ في حال الدنيا حين كان من صفتها الجفاء والغدر والصدود :
حلفتْ لنا أن لا تخونَ عهودنا
فكأنها حَلَفَتْ لنا أن لا تفــــي.
عبود علي الشعبي
كاتب صحفي
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع