تم النشر بتاريخ 10 أبريل, 2023
في 29 يناير الماضي أصدر رئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي قراراً بإنشاء وحدات عسكرية أطلق عليها “قوات درع الوطن”، ونص القرار على أن تكون هذه القوات “احتياطي القائد الأعلى للقوات المسلحة”، وأن تلتزم بقانون الخدمة في القوات المسلحة اليمنية والقوانين ذات الصلة.
وعين العليمي على رأس هذه القوات العميد بشير سيف قائد غُبير الصبيحي المولود في 1978للميلاد، وهو قيادي محسوب على التيار السلفي.
وقوات درع الوطن هي قوات يمنية خالصة دعمت السعودية إنشاءها وتدريبها وتسليحها بصورة نوعية وحديثة.
قوام القوة
إلى الآن تم تشكيل ثمانية ألوية من قوات درع الوطن كفرقة عسكرية أولى، وأصدر القائد العام للقوات بشير المضربي الصبيحي قراراً بتعيين القائد علي الشمي راشد علوان قائداً للفرقة الأولى قوات درع الوطن، وذلك فور تشكيل هذه القوات في يناير المنصرف.
وقال مصدر مطلع لمركز “مسارات” إن القوات تتموضع في كل من عدن ولحج والضالع وأبين وحضرموت، وأن العدد الحالي لهذه القوات يقارب العشرة آلاف جندي، وأنه في الفترة القادمة سوف يتم فتح باب التسجيل لإضافة ألوية جديدة.
وبالنسبة للواء الخامس في حضرموت فإنه لأول مرة تكون القيادة والأفراد فيه من أبناء حضرموت بالكامل، وقائد اللواء هو ضابط مخضرم في الجيش اليمني من أبناء حضرموت، فيما الألوية الأخرى يتوزع أفرادها على مختلف مناطق اليمن.
من هو بشير المضربي؟
ينتمي القائد المضربي إلى منطقة المضاربة في مديرية المضاربة ورأس العارة التابعة لناحية الصبيحة بمحافظة لحج، ويعتبر المضربي عميداً في الجيش اليمني في محور صعدة سابقاً، وهو ينتمي للتيار السلفي إلا أنه يعد شخصاً منفتحاً، إذ تنتمي قوات درع الوطن لجميع الأطياف ويشكل السلفيون فيها 7 بالمائة فقط.
ويحسب للمضربي دوره الكبير في تحرير العاصمة عدن إبان الحرب مع جماعة الحوثي وصالح في العام 2015، حيث تؤكد المعلومات أنه قاتل وحشد بجهود ذاتية لتحرير عدن ولحج، ثم عاد بعدها إلى منزله بعد التحرير، حيث لم يكن لديه أية أطماع في مناصب كما فعل كثيرون، وهو ما جعل المملكة العربية السعودية تستدعيه لمنحه الثقة الكاملة بتأسيس قوات درع الوطن، بعد أن اكتشفت فيه القائد المنضبط ورجل المهام الصعبة.
ويحظى الصبيحي بمكانة كبيرة لدى قبائل الصبيحة التي تعد من أكبر المناهضين للمشروع الحوثي الفارسي، وقدمت في سبيل ذلك المئات من الشهداء والجرحى.
ونقلا عن صفحة القوات على “فيس بك”يقول القائد العام لقوات درع الوطن إن قواته ضمت نخبة من المقاتلين في الجبهات، التي أطلقت شرارة المقاومة على التمدد الفارسي، مشيراً إلى أنه سيقف جنباً إلى جنب مع كل المقاومين والقوى المناهضة للمشروع الفارسي، “ولا صحة لتولي قواتنا أية مهام أمنية، أو أنها ستحل بديلاً عن أية قوى أخرى”.
رسائل مطمئنة
لقد أثار صدور قرار تشكيل قوات درع الوطن جدلاً واسعاً في اليمن لاسيما في الجنوب، حيث اعتبر البعض في الجنوب أن هذه القوات ستكون أداة لمواجهة تطلعات الجنوبيين، فيما اعتبرها آخرون في الشمال أنها بديلة عن الجيش الوطني، لكن الوقائع أصبحت تؤكد أن الأمر ليس هذا ولا ذاك، فدرع الوطن مهمتها معروفة كما قال قائدها العام، أنشئت لمواجهة المد الفارسي وليس لمواجهة الجنوبيين في الحراك أو غيره، وليست بطبيعة الأمر بديلاً عن الجيش الوطني اليمني وإنما جزءاً أصيلاً منه.
ولا يعني أن المملكة – وهي الراعي الرسمي لهذه القوات – سوف تستخدمها في صراع الأجندات والإرادات، أو أن الدكتور العليمي رئيس مجلس القيادة سيوظفها لفرض الوحدة بالقوة مثلاً، كل هذه التكهنات ليست دقيقة، فالقوات لها أهداف محددة ومهام ليست خفية على أحد.
تقرير خاص بمركز مسارات للاستراتيجيا والاعلام
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع